في إحدى المدن المحتلة في فلسطين جرى اشتباك بين العدو الصهيوني وبين إحدى فصائل عز الدين القسام وقد جرى إطلاق للنار بين هذه الفصيلة وبين العدو الصهيوني وقد أصابت هذه الفصيلة العدة الصهيوني إصابات بليغة فأصابت خمس جنود للاحتلال بجروح خطيرة ودمرت لهم سيارتين لنقل الجنود وكان من بين أفراد هذه الفصيلة (( إحسان )) بطل هذه القصة . . . .
وبعد انتهاء المناورة فر أعضاء الفصيلة كل في جهة لا يعلمها إلا الله إما إحسان فبعد أن استطاع التخلص من ملاحقة الجنود الإسرائيليين له أتجه نحو بيته وعندما وصل فتح باب البيت ودخل مسرعاً فشاهده أبوه . . . . .
- الأب : ما بك يا ولدي . . . ما لذي جرى لك
- إحسان: لقد اشتبكت أنا و جماعتي مع العدو الصهيوني وقد أصبناهم إصابات كبيرة وهم يلاحقوننا الآن وقد تخلصت من ملاحقتهم لي وأظن أنهم سيعرفون المنزل ولا أدري ما لذي أفعله الان يا أبي
- الأب: لا تخف يا ولدي. . . إن الله معنا
- إحسان : ونعم بالله . . . ولكن الجنود يلاحقونني يا أبي
{ وينظر إحسان من النافذة المطلة على الشارع فيشاهد دورية إسرائيلية تتجول في حيهم }
- إحسان : أبي . . . أرجوك . . . إن الجنود يقتربون
- الأب : دعني أفكر
- إحسان : لا وقت للتفكير يا أبي . . فالموقف محرج
- الأب : حسناً . . . حسناً . . . إذهب إلى القبو فالقبو واسع وكبير وبابه لا يكتشف بسهولة . . . أسرع . . . أسرع
- إحسان: سأذهب وآخذ سلاحي معي
(( وبينما اتجه إحسان إلى القبو الموجود في بيته دق باب المنزل فذهب والد إحسان لفتح الباب وكان الطارق دورية إسرائيلية راجلة . . . . . . ))
- الأب : نعم . . . ماذا تريدون
- قائد الدورية : لقد اشتبكت إحدى دورياتنا مع جماعة مسلحة وقد أصابت هذه الجماعة دورياتنا إصابات بليغة
- الأب : وماذا تريدون مني
- قائد الدورية : لا تقاطعني و إلا فجرت رأسك بهذه البندقية . . . . ثم أكمل وقد أصابت هذه الجماعة المسلحة دورياتنا إصابات بليغة وعند مطاردتهم شوهد احدهم يحوم حول منزلك فهل شاهدت أحدهم يتجول حول منزلك
- الأب : كلا . . . . لم أشاهد أحداً . . . ثم وأن شاهدت فلن أخبركم
- قائد الدورية بانفعال : حسناً . . . سنرى . . .
(( ويلتفت قائد الدورية إلى عناصره ويأمرهم بتفتيش المنزل وعند الانتهاء ))
- أحد الجنود : لا يوجد أحد غيره في المنزل يا سيدي
[ فينصرف قائد الدورية الإسرائيلية عن منزل إحسان غير انه شك في تصرفات والد إحسان فأمر أحد عناصره بمراقبة بيت إحسان عن بعد . ويدرك والد إحسان ان بيته قد أصبح تحت المراقبة ] . . . .
- الأب : يا إلهي . . كيف سأخبر إحسان أن البيت قد أصبح مراقباً . . يجب عليه أن لا يخرج . . لكن علي ان أخبره . . لكن كيف . . . كيف . . . . وجدتها
{{ فأحضر والد إحسان ورقة وقلم وكتب عليها إحسان . . . لا تخرج من البيت . . البيت مراقب . . وأرسلها إلى ولده إحسان عن طريق فتحة صغيرة في سقف القبو واستلم إحسان الورقة وقراها }}
- إحسان : عظيم . . . هذا ما كان ينقصني . . . يحب علي الخروج من هنا . . . كيف . . . كيف
** وأخذ إحسان يتجول في القبو ذهاباً وإياباً عدة مرات يفكر في طريقة للخروج من هذا المأزق الذي وضع فيه رغماً عنه وفجأة شاهد شيئاً جعله يتنفس تنفس الصعداء . وكان قد وجد معولاً يصلح للحفر فقرر أن يحفر نفقاً صغيراً للخروج من قبو المنزل وأخذ يحفر . . ويحفر . . ويحفر . . حتى استطاع الخروج من الحفرة التي حفرها ووصل إلى الشارع وشاهد الجندي الذي يراقب منزله وبطلقة واحدة من البندقية الآلية التي معه تخلص من الجندي الإسرائيلي وذهب إلى البيت وطرق الباب ففتح والده له الباب فتعجب والده من كيفية خروجه من القبو وبشرح موجز شرح إحسان لوالده كيفية خروجه من القبو * *
- إحسان : أبي . . إنني ذاهب الآن للانضمام إلى جماعتي . . . . أدعو لي بالتوفيق (( ثم قبل يد أبيه وذهب ))
** وبعد أن ودع إحسان أباه ذهب إلى مقر جماعته المقاومة وعندما وصل قال له أحد رفاقه * *
- الرفيق : إحسان . . . إن الرئيس يريدك لأمر ضروري
- إحسان : خير إن شاء الله . . . . ما لذي يريده مني
- الرفيق : لا أدري . . . لكنه قال متى جاء إحسان فليحضر لعندي
- إحسان : حسناً . . . إني ذاهب
(( وبعد ان أنهى إحسان حديثه مع زميله اتجه لمكتب القائد ))
- إحسان : لقد حضرت حسب أوامركم سيدي الرئيس
- الرئيس : لقد وصلت أخيراً . . إنني أنتظرك من فترة طويلة
- إحسان : خير إن شاء الله
- الرئيس : اسمع يا إحسان لقد وقع اختيار القيادة العليا عليك لإرسالك في مهمة خاصة وقد تم اختيارك أنت بالذات لقيادة هذه العملية لما قدمت من تضحيات ولما قمت به من بطولات في مقارعة العدو الصهيوني
- إحسان : وما هي هذه المهمة يا سيدي
- الرئيس : عليك اختيار ستة من رفاقك من اجل هذه المهمة وهي على الشكل التالي :
بلغنا أن دورية للعدو الصهيوني ستمر من هذا الطريق { وأشار عبر خط على خريطة كانت أمامه } ومهمتك مع رفاقك هي بان تقضي على الدورية بأكملها رجالها وسلاحها ويجب ان لا ينجو احد من هذه الدورية . . . هل فهمت يا إحسان
- إحسان : حسناً . . . سيدي ، ولكن متى ستمر هذه الدورية
- الرئيس : بعد ثلاثة أيام من هذا اليوم
- إحسان : بإذن الله سنبيد هذه الدورية عن بكرة أبيها ولن ينجو منها احد
- الرئيس : وفقك الله يا بني . . . . يمكنك الانصراف
(( وأدى إحسان التحية العسكرية وانصرف وفي الثكنة أجتمع رفاق إحسان حوله لمعرفة ما كان يريد القائد من إحسان ))
- إحسان : على مهلكم قليلاً . . . سأخبركم بكل شيء ولكن قبل ذلك سأختار ستة منكم من أجل هذه المهمة ** وبعد ان اختار رفاقه **
- إحسان : لقد قال لي الرئيس إن دورية إسرائيلية ستمر من أحد الطرق القريبة لثكنتنا ويجب علينا إبادتها كلها
- فتحي: وما هي الخطة يا إحسان من أجل تنفيذ المهمة
- إحسان : سؤال جيد يا صديقي والخطة هي :
سنقسم أنفسنا إلى قسمين نتوزع على جانبي الطريق وعندما ترون الدورية قادمة تجهزون أسلحتكم وما ان تصبح الدورية في مرمى النار نطلق عليها النار بعد أن تسمعوا صوت البومة ثلاث مرات متتالية ونبيدها كلها ويجب ان لا ينجو احد من افراد هذه الدورية
- مروان : ومتى ستمر هذه الدورية
- إحسان : بعد ثلاثة أيام من هذا اليوم . هيا اذهبوا وجهزوا أنفسكم
(( وتمر الأيام الثلاثة بسرعة كأنها ثلاث ثواني وعندما حان الوقت المحدد كان إحسان ورفاقه في المكان المخصص لمرور الدورية الإسرائيلية وعندما رأى إحسان ورفاقه ان الدورية قد اقتربت منهم جهزوا أسلحتهم اقتربت الدورية منهم وأصبحت تحت مرمى النار أصدر إحسان صوت البومة ثلاث مرات متتالية وهي الإشارة المتفق عليها مع زملائه فانهمر الرصاص على الدورية الإسرائيلية كالمطر من حيث لا يشعرون قتل منهم على الفور ثلاثة جنود صهاينة وحدث إطلاق نار كثيف بين إحسان وجماعته من جهة والدورية الصهيونية من جهة أخرى وأصابت إحدى الطلقات إحسان في صدره فأسرع إليه فتحي فسمعه يقول (لا إله إلا الله محمد رسول الله أشهد أن لا إله ألا الله وأن محمداً رسول الله ) ولفظ النفس الأخير بين يدي فتحي بعد ان اكتحلت عيناه برؤية أفراد الدورية مضرجين بدمائهم ، فأصدر فتحي أمراً بالانسحاب بعد أن أبيدت الدورية الإسرائيلية عن بكرة أبيها . وفي الثكنة عندما علم القائد باستشهاد إحسان حضر مسرعاً حيث وضع جثمانه وقرأ الفاتحة على روحه . وأمر ان يقام له مأتم جليل إكراماً لبطولاته وتضحياته في القتال ضد العدو الصهيوني . . . . . . . .
ملاحظة : هذه القصة مكتوبة بتاريخ 25/6/1997 بمخلية طفل بالخامسة عشرة حينها
موضوع: لأجل بلدي 
الخميس نوفمبر 05 2009, 19:43
