كَانتْ هُناك طفلةٌ ..

[color=blue]

كانت هناك طفلةٌ ..



تجلس عند ركن .. بجانب مطعم ..

.. وحيدة منزويه ..

بلا حذاء يحوي قدميها ..

وبلا قميص متين يردع برودة الهواء التي باتت تتسرب بين تشققات ثوبها

وتنفضها .. !

...



فتفوح رائحة الشواء ..

رائحة تجتذب القطط المشردة والضالة .. وكذلك اجتذبتها .. ومن بعيد ..



فتحوم هي وتحوم حولها القطط التي تمؤ بإلحاح وحنان ..

فكأنما تواسي الطفلة .. وتتوسل ..

...



وكلما اقترب أحدهم ..

تقف الطفلة كأصل شجرة مائلة تتحرك ببطء شديد في وجه الزمن ..

وتدنو متعثرة الخطوات ..

وتشدّ أطراف ملابسها الباليّة ..

وتبتسم ابتسامة افترسها الفقر فخرجت ذابله ..

تبتسم وعيناها الذابلتين تخونانها ..

تبتسم ومعدتها تصدح بأصوات مزمجرة غاضبة .. " أخرسيني ! "

تبتسم وهي جائعة جوع يخترق الجدران

جوع أمضى من السيف وأشد حدة من الشوك ..

جوع كافر

...



وتسترق بعينين يائسة أيدي الوافدين ..

وتحاول أن تخترق ببصرها الأكياس ..

وتبتلع ريقها ..

لعلّها بذلك تطفئ لهيب جوعها وظمأها

...



ومن هناك .. وعلى بُعد المدى .. ومن وراء الأفق ..

وبشكل غير متوقع .. ظهرتْ .. وهالة بيضاء تحيط بها ..

واقتربتْ من الطفلة ..

وابتسمتْ .. وتوهجت ..

وبلمسة تقطرّ رقة وحنان .. مسحتْ على رأس الطفلة

فأحستْ الطفلة بالدفء يتسرب بين حناياها .. وبالأمان يغمرها

وبشعور من الرضا والغبطة يملأها .. ويشبعها ..

وهمستْ بحنو وبحزن تتصدع له الصخور ..



" طفلتي أنتِ مثل زهرة نبتت في الظل ..

وسوف تمرّ نسيمات لطيفة تحمل بذورك إلى نور الشمس ..

فتحيّ هناك حياة جميلة أبديّة ..

فالزهرة لا تعود إلى الحياة إلا بالموت "

[/color

عن جد حلو وشكر كبيرالك يادمعة فلسطين

اشكرك عزيزتي دمعة فلسطين
على هذه القصه التي تتواصل مع الاعماق
يسلمواااااااااااا وتقبلي مروري

:D :D
:|