أقوال مضيئة لتمييز العالم الرباني عن الدنيوي
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد خاتم النبيين والمرسلين
وعلى آله وصحبه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخبرنا ابن دريدٍ قال أخبرني عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي عن عمّه قال:
مرّ الحسن البصريّ رحمه الله بباب الأمير عمر بن هبيرة وعليه القرّاء،
فسلمّ ثم قال: مالكم جلوساً قد أحفيتم شواربكم، وحلقتم رؤوسكم،
وقصرتم أكمامكم، وفلطحتم نعالكم؟
أما والله لو زهدتم فيما عند الملوك لرغبوا فيما عندكم
ولكنّكم رغبتم فيما عندهم فزهدوا فيما عندكم
فضحتم القرّاء فضحكم الله.
-------
وقال سعيد بن المسيب رحمه الله:
إذا رأيتم العالم يغشى الأمراء فهو لص.
----
وقال سفيان بن عيينة:
منذ أخذت من مال فلان الأمير مُنِعت ما كان وُهب لي من فهم القرآن.
-----
وكان يحيى بن معاذ الرازي رحمه الله يقول:
يا أصحاب العلم قصوركم قيصرية وبيوتكم كسروية
واثوابكم ظاهرية وأخفافكم جالوتية
ومراكبكم قارونية وأوانيكم فرعونية
ومآثمكم جاهلية ومذاهبكم شيطانية
فأين الشريعة المحمدية؟
------
وكان بشر بن الحارث يقول:
أنا أشتهي أن أحدِّثَ ولو ذهبتْ عني شهوة الحديث لحدَّثت.
وقال أيضا: إذا اشتهيت أن تحدِّثَ فاسكت فإذا لم تشتهِ فحدِّثْ.
وهذا لأن التلذذ بجاه الإفادة ومنصب الإشادة أعظم لذة من
كل تنعم في الدنيا فمن أجاب شهوته فيه فهو من أبناء الدنيا.
ولذلك قال سفيان الثوري:
فتنة الحديث أشد من فتنة الأهل والمال والولد وكيف لا تخاف فتنته
وقد قيل لسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم:
" ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً ".
يُقصد بالحديث هنا الجلوس إلى الناس و إلقاء الدروس
والخطب وما شابه ذلك
كما أن من صفات علماء الآخرة انعدام التحاسد
فالتحاسد بين العلماء ينشأ من حب الدنيا،
وإن علماء الآخرة يتوادُّون ولا يتحاسدون كما قال عز وجل:
"وَلاَ يَجدُون في صُدُورِهِمْ حَاجَة مِمَّا أُوتُوا " .
وكانوا يتدافعون الفتوى، ويحبون الخمول
(الخمول ضد الشهرة والصيت)